صدى نيوز - كشف تحقيق نشرته مجلة عبرية عن أن سلطات الاحتلال تحقن النساء البدويات في النقب بمانع الحمل "ديبو بروفيرا/ Depo-Provera" بنسب أعلى بكثير مقارنة بغيرهن من النساء في المجتمع الإسرائيلي، وذلك دون تقديم إي إيضاحات لهن عن خطورة آثاره الجانبية.

والتحقيق الذي نشرته "مجلة ليبرال" العبرية،  حمل عنوان: "التمييز الوقائي"، تناول كيف أن حقنة "Depo-Provera" التي تستخدم أيضًا للسيطرة على الولادة، جرى استخدامها في الماضي لمنع النساء الأثيوبيات من الحمل في "إسرائيل" دون علمهن، لكن ذلك توقّف قبل نحو عقد من الزمن بعد أن فضح تحقيق صحفي الأمر، غير أنه تبيّن أن هذه الحقنة تعطى لنساء البدو، وبمعدّل مرتفع بشكل ملحوظ، دون تفسير للعواقب، وذلك انطلاقًا من تصوّرات متعالية ومستخفة.

وجاء في تحقيق المجلة العبرية، أنه وقبل عشر سنوات، سادت "إسرائيل" حالة اضطراب، عندما أصبح من الواضح أن المؤسسة الطبية الإسرائيليّة تتبنى سياسة "تقييد الولادة" بين النساء اللواتي تم جلبهنّ من إثيوبيا، وذلك بوساطة حُقن "Depo-Provera" وسيلة منع الحمل التي تمنح الأطباء إمكانيّة السيطرة على خصوبة المرأة. وفي حينه نشرت الصحفية الإسرائيلية "غال غاباي" أن ضغوطًا تمارس على النساء في المخيمات المؤقتة في إثيوبيا قبل جلبهن لـ "إسرائيل" أو بعد وصولهن إليها، لتلقي الحقنة دون إعطائهن معلومات عن الآثار الجانبية، والتدابير البديلة، كما تم تهديدهن بعدم حصولهن على إذن بالهجرة إذا لم يوافقن على تلقي الحقنة.

وعقب التحقيق الذي نشر سابقًا، أمر مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية في حينه البروفيسور روني جامزو، الأطباء بتجديد الوصفات الطبية للحقن فقط، بعد محادثة يتم فيها شرح الآثار الجانبية للحقنة مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى. وفي أعقاب دعوى قضائية جماعية ضد ثلاثة من الصناديق الصحية التي تقدم الخدمات الطبية واستخدمت الحقن، أمر جمزو بالتوقّف عن تجديد وصفات "Depo-Provera" للنساء من أصل إثيوبي، أو للنساء اللواتي يشعرن بالقلق من أنهن لن يفهمن التفسيرات والعواقب.

وبحسب ما أورده التحقيق الجديد لمجلة "ليبرال"، فإنّه وعلى الرغم من التحقيقات التي تطرّقت لما حدث قبل سنوات حول هذه الحقنة، إلا أن المدير العام لوزارة الصحة صرّح بأنه لن يتم استخدامها على السكان الذين لا يمكن شرح العواقب لهم، إلا أنه يتم إعطاء الدواء حاليًا، وبمعدل أعلى بكثير، للنساء البدويات مقارنة ببقية النساء في المجتمع الإسرائيلي، دون شرح العواقب لهنّ أو تقديم خيارات أخرى، وفي بعض الحالات أيضًا لأقليات أخرى في "إسرائيل" مثل العمالة المهاجرة. 

وأثبت التحقيق الذي نشرته المجلة الإسرائيليّة أن النساء البدويات هنَّ المستهدفات بهذه الحقنة، على الرغم من أن الأمر هُنا لا يتعلق بتنظيم الولادة، على مستوى الدولة أو بمعرفة وزارة الصحة. والبيانات التي حصل عليها معد التحقيق بالتعاون مع المحامي، إيلاد مان، من جمعية هتسلاحا، استنادًا لحرية الوصول للمعلومات، وكخلاصة للعديد من المقابلات التي تم إجراؤها، تُظهر أن ما يحدث ليس من قبيل المصادفة؛ فبشكل دائم، تتلقى النساء من المجتمع البدوي الحقنة بمعدل أكثر من أي مجموعة سكانية أخرى في "إسرائيل".

وتحت هذا العنوان الفرعيّ كما جاء في تحقيق المجلة العبرية "ليبرال"، تبيّن أن دواء منع الحمل عن طريق الحقن "Depo-Provera" مخصصٌ للاستخدام بشكل أساسي في المواقف التي يتوفّر فيها مبرر طبي مناسب، ويكون من المستحيل استخدام وسائل منع حمل أخرى، خاصة مثل حبوب منع الحمل، وأيضًا الأجهزة التي تم وضعها داخل الرحم بمختلف أنواعها. 

دواء منع الحمل عن طريق الحقن "Depo-Provera" مخصصٌ للاستخدام بشكل أساسي في المواقف التي يتوفّر فيها مبرر طبي مناسب، ويكون من المستحيل استخدام وسائل منع حمل أخرى، خاصة مثل حبوب منع الحمل، وأيضًا الأجهزة التي تم وضعها داخل الرحم بمختلف أنواعها و"Depo-Provera" هو علاج هرمونيّ يعتمد على مادة "بروجيستين: Progestin" التي يتم حقنها في العضلات ويتم إطلاقها ببطء، ما يؤخر التبويض في الرحم لمدة ثلاثة أشهر، وتعتبر فعالية الدواء في منع الحمل عالية (99 في المئة)، ولكن بالطبع ليس في الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، ويُعطى الدواء فقط بوصفة طبيب، ولكن يمكن حقنه بوساطة ممرضة في أي عيادة.