صدى نيوز - نقلت وكالة رويترز عن سيرغي غايدي حاكم إقليم لوغانسك شرقي أوكرانيا أن قوات روسية دخلت مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية، بعد محاولة استمرت أياما لمحاصرة القوات الأوكرانية، وذلك في ظل أكبر تقدم للقوات الروسية في منطقة دونباس منذ بدء الحرب آخر فبراير/شباط الماضي.

وأضاف حاكم إقليم لوغانسك أن القوات الأوكرانية قد تضطر للانسحاب من المدينة وهي آخر مناطق سيطرتها في الإقليم، من أجل تجنب تطويقها أو وقوع عناصرها في الأَسر مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية بالمنطقة الشرقية.

وقالت الإدارة العسكرية المحلية في سيفيرودونيتسك إنهم محاصرون بشكل شبه كامل من لدن القوات الروسية، وأفاد حاكم إقليم لوغانسك أن 90% من مباني سيفيرودونيتسك، وهي من أكبر مدن دونباس، تعرض للدمار.

وقبل دخول الجيش الروسي سيفيرودونيتسك، سيطرت قوات الانفصاليين المدعومين من موسكو على مدينة ليمان، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية إلى الغرب من سيفيرودونيتسك، وتفتح الطريق نحو مدن كبيرة مثل لوفيانسك وكراماتورسك.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا سيطرت على معظم المدينة، لكنهم أضافوا أن قواتهم تعرقل التقدم إلى سلوفيانسك، وهي مدينة تبعد نصف ساعة بالسيارة عن جنوب غرب ليمان، وهي من المدن الرئيسية في منطقة دونباس.

وذكر المستشار الرئاسي الأوكراني أوليسكي أريستوفيتش الليلة الماضية أن الهجوم المنظم جيدا على جبهة ليمان أظهر أن الجيش الروسي، الذي تم طرده من العاصمة كييف في مارس/آذار الماضي، يعمل على تحسين تكتيكاته وعملياته.

استهداف سلوفيانسك
وكانت قيادة أركان الجيش الأوكراني قالت أمس إن القوات الروسية بدأت هجومًا على مدينة سلوفيانسك (شمالي دونيتسك) كما أنها تحاول اقتحام خطوط الدفاع الأوكرانية وقطع خط الإمداد لمدينة سيفيرودونيتسك، قرب مدينة باخموت.

ونشرت شركة ماكسار صورا جديدة عالية الدقة من الأقمار الصناعية، على مدار الـ 48 ساعة الماضية، تكشف عن عمليات عسكرية روسية نشطة في/وبالقرب من مدينتي ليمان وبوباسنا شرق أوكرانيا، حيث تسيطر القوات الروسية على أراض في منطقتي لوغانسك ودونيتسك.

وتُظهر هذه الصور نشر المدفعية الروسية ووحدات مدرعة تتحرك من شمال وشرق بوباسنا باتجاه مدينة ليمان.

ويأتي التقدم الروسي في دونيتسك ولوغانسك في أعقاب هجوم أوكراني مضاد دفع القوات الروسية، هذا الشهر، للتراجع بعيدا عن خاركيف ثاني كبر مدن أوكرانيا، ولكن موسكو منعت القوات الأوكرانية من مهاجمة الصفوف الخلفية من خطوط الإمداد الروسية لدونباس.

هذا وقد قصفت القوات الروسية أول أمس الخميس أجزاء من مدينة خاركيف نفسها لأول مرة منذ أيام، وقالت السلطات المحلية إن 9 أشخاص قُتلوا جراء القصف.

الجنوب الأوكراني
وفي الجنوب الأوكراني، حيث سيطرت موسكو أيضا على مساحات من الأراضي منذ بدء الحرب، يعتقد مسؤولون أوكرانيون أن روسيا تهدف إلى فرض حكم دائم.

وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تشحن معدات عسكرية من شبه جزيرة القرم لتبني دفاعات تحسبا لهجوم مضاد يحتمل أن تشنه أوكرانيا، كما أنها تزرع الألغام على ضفاف خزان ضخم خلف سد على نهر دنيبرو الذي يشكل خطا فاصلا بين القوات الروسية والأوكرانية.

وفي سياق متصل، نقلت "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journals) عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه من المتوقع إعلان إدارة الرئيس جو بايدن الأسبوع المقبل إرسال أنظمة صواريخ بعيدة المدى متعددة الإطلاق "إم إل آر إس" (MLRS) إلى أوكرانيا، تقول كييف إنها ضرورية لمواجهة الهجوم الروسي في دونباس.

وذكرت هذه الصحيفة الأميركية أن أنظمة الصواريخ بعيدة المدى قد تصل إلى أوكرانيا في غضون أسابيع، وستحتاج قواتها لنحو أسبوع على الأقل للتدريب على استخدامها.

وتقول أيضا إنه من المتوقع أيضا تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ ذات حركية عالية ودقة كبيرة من نوع "هيمارس" (HIMARS).

ويمكن لكلتا المنظومتين الصاروخيتين إطلاق مقذوفات على بعد 300 كيلومتر.

ومن جانب آخر قالت "سي إن إن" (CNN) إن أوكرانيا طلبت هذه الأنواع من الأسلحة، ومع ذلك كانت الحكومة الأميركية مترددة بسبب مخاوف من أن كييف قد تستخدم أنظمة الصواريخ لشن هجمات على الأراضي الروسية، وأشارت هذه الشبكة الأميركية إلى أن السؤال الذي كان يطرح هو ما إذا كان هذا يمكن أن يؤدي إلى انتقام روسي ضد الولايات المتحدة.

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه من المتوقع إعلان إدارة الرئيس بايدن الأسبوع المقبل إرسال أنظمة صواريخ بعيدة المدى متعددة الإطلاق "إم إل آر إس" (MLRS) إلى أوكرانيا.

التطورات السياسية
وعلى الصعيد السياسي، قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن اتفاقا قد يتم التوصل إليه بحلول غد الأحد لحظر شحنات النفط الروسي عبر البحر والتي تشكل نحو 75% من إمدادات التكتل، لكن ليس عبر خطوط الأنابيب، وهو حل وسط لإقناع المجر، وبدء جولة جديدة من العقوبات على روسيا.

وقد انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في خطاب ألقاه الليلة الماضية- الاتحاد الأوروبي بسبب تردده في فرض حظر على واردات الطاقة الروسية، قائلا إن الاتحاد يمول جهود موسكو الحربية بمليار يورو يوميا.

وفي مكالمة هاتفية مع المستشار النمساوي كارل نيهامر، تمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموقفه بأن أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الصراع لا يمكن حلها إلا إذا رفع الغرب عقوباته على بلاده.

وأدى الحصار الروسي على الموانئ الأوكرانية إلى توقف شحنات الحبوب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية، وخصوصا أن البلدين من مصدري الحبوب الرئيسيين في العالم. وتتهم موسكو كييف بزرع الألغام في الموانئ، في حين تصف الأخيرة الموقف الروسي بأنه "ابتزاز".

زيلينسكي وبوتين
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني إنه ليس متحمسا للتحدث مع نظيره الروسي، لكن يتعين عليه مواجهة حقيقة أن هذا سيكون ضروريا على الأرجح لإنهاء الحرب.

في المقابل، وصف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف تصريحات زيلينسكي بالمتضاربة.

وفي سياق متصل، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان -أمس في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية- إن على موسكو التعاون مع تحقيق يباشرونه بشأن جرائم حرب محتملة ارتكبت في أوكرانيا منذ بدء روسيا حربها على جارتها.

وأضاف كريم خان أن روسيا ترفض التعاون مع المحكمة بشأن التحقيق الخاص بأوكرانيا، مشددا على أن من ارتكبوا جرائم حرب قد يحالون إلى المحاكمة، لكنه رفض القول إن كان الرئيس الروسي قد يعتبر مشتبها فيه.

وتواصل روسيا، منذ 24 فبراير/شباط الماضي، شن عملية عسكرية داخل أراضي جارتها أوكرانيا، مما خلف أزمة إنسانية وأضر بشدة بقطاعي الغذاء والطاقة على مستوى العالم، وتقول موسكو إن خطط أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تمثل تهديدا للأمن القومي الروسي، وتدعوها إلى الحياد، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في سيادتها.