كتب رئيس التحرير: الواضح للفلسطينين أولاً والعالم ثانياً أن إسرائيل دفنت اتفاقية أوسلو وقتلت كل فرص السلام من خلال استمرار الاستيطان وتهويد الأرض والإعدامات الميدانية  واعتداءات المستوطنين واقتحامات للمقدسات والحصار المالي ووقف المفاوضات أو أي فرصة للتواصل مع الفلسطينيين إلى اتفاق؛ بمعنى قتل الأمل للشعب الفلسطيني بالحصول على حقه في تقرير المصير عبر عملية السلام.

ما يحصل على الساحة الفلسطينية هو أن غالبية الفصائل فقدت القدرة على تنفيذ برنامج عسكري مقاوم، بل أن معظمها يعيش حالة ضعف وشبه انهيار، وبعضها بات أسماء وهمية لا وجود لها على الأرض.

حركة فتح والتي باتت جزءاً لا يتجزأ من السلطة الفلسطينية لا تزال ملتزمة باتفاق أوسلو، رغم عدم التزام إسرائيل به، في حين يقوم بعض أعضائها بعمليات فردية دون وجود قرار مركزي أو حتى ميداني بتلك العمليات، وكذلك حماس التي قيدت نفسها باتفاقية تهدئة مع الاحتلال في قطاع غزة عبر دولة قطر وجمهورية مصر مقابل استمرار المساعدات ورغم أنها تصرح بجاهزيتها لأي حرب مقبلة، إلا أن الواقع يقول إنها ملتزمة بالتصعيد في الضفة الغربية فقط، دون قطاع غزة، كذلك الجهاد الاسلامي الملتزمة التزاما كاملاً بالتهدئة في قطاع غزة تحاول القيام بتصعيد في الضفة حصراً.

حتى تلك الفصائل التي تعرف نفسها كمحور مقاومة وتعلن عن استنفار أعضائها لا تزال تبيع الوهم للشعب الفلسطيني وبعض تصريحاتها تُستخدم من الاحتلال لتبرير جرائمه، حيث أصبح الاحتلال بعد كل إعدام ميداني، يقول إنه أعدم أشخاصاً كانوا قنابل موقوتة وأنهم كانوا يعدون لعمليات ضد "اسرائيل" ويظهرون للعالم أن هذه الفصائل المدعومة من إيران تملك جيشاً جراراً من حق اسرائيل مواجهته.

كذلك استغلت إسرائيل غياب تبني جميع الفصائل للعمليات التي تحدث من فلسطينيين في العمق الاسرائيلي لتروج عن وصول داعش، ما يعني أن منفذي العمليات ليسوا أصحاب قضية وأرض.

الضغوط الاسرائيلية على الفصائل وصلت أقصى مستوى، من خلال التهديد بالاغتيالات ووصلت الأمور إلى استخدام العمليات الفلسطينية لحصار السلطة الوطنية والتي يتم مهاجمتها ووقف تمويلها بسبب دفعها رواتب من يرتقوا شهداء، حتى وصل الأمر بإسرائيل إلى محاسبة المسؤولين الفلسطينيين على تصريحاتهم ضد جرائم الإعدام الميداني وكأنها تطلب دعم السلطة لإعدامهم و وصفهم إرهابيين.

التفوق العسكري الإسرائيلي وسيطرة اليمين الإرهابي على الحكم في تل أبيب يؤكد أن هذا التيار معني في تصعيد الأمور واستغلال ذلك في استمرار الاستيطان وتهجير الشعب الفلسطيني وشن حروب وارتكاب مجازر في ظل غياب فصائل تمتلك برنامجا سياسيا واضحا.

أليس من العار على جبين الفلسطينيين أن تبقى حالة الانقسام والتشرذم فيما تستغلها إسرائيل لتنفيذ أهدافها دون وجود أي جهة تواجهها؟؟ أليس من العار استمرار اقتحام المقدسات وجرائم المستوطنين ضد المدنيين العُزل دون اي رد فلسطيني!؟ أليس من العار استمرار بيع الوهم للفلسطينيين؟ أيس من العار ان تقول تلك الفصائل إنها معنية بالتصعيد ضد الاحتلال وهي تقف متفرجة على ذبح الشباب وتكتفي ببيانات الشجب والاستنكار؟