صدى نيوز - قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الصحفية الروسية مارينا أوفسيانيكوفا خرجت من المحكمة الليلة الماضية بعد أن أصبحت محط أنظار العالم عندما تسببت في قطع البث التلفزيوني للقناة الأولى التي تعمل بها، لتعلن رفضََا للحرب التي تشنها بلادها في أوكرانيا – لكنها لا تزال تواجه عقوبة تصل إلى 15 عامًا خلف القضبان.

 وصف الكثيرون الصحفية الروسية مارينا أوفسياننيكوفا، البالغة من العمر 43 عامًا، على أنها "أشجع امرأة على شاشة التلفزيون" بعد أن قاطعت مساء الإثنين بث نشرة أخبار القناة الأولى في روسيا وهي تحمل لافتة تقول “لا للحرب”.

ورفعت أوفسيانيكوفا التي تعمل محررة في هذه القناة لافتة على الهواء مباشرة باللغتين الإنكليزية والروسية كُتب عليها “لا للحرب. أوقفوا الحرب. لا تصدقوا الدعاية. إنهم يكذبون عليكم هنا”.

وقد كان ذلك قبل نشرها فيديو أيضا تقول فيه إن الحرب على أوكرانيا "جريمة" وتدعو الروس للاحتجاج عليها.

وقد انتشرت صور احتجاج أوفسيانيكوفا بسرعة بالغة في أنحاء العالم وحاز هذا الحادث على إشادة زعماء العالم وصدرت حتى دعوات لترشيحها لجائزة نوبل للسلام.

إلا أنه بمجرد أن تم اعتقالها، ظهرت مخاوف من اختفاء أثرها، كما حدث للعديد من منتقدي الكرملين.

من جهته، قال محاميها إنه لم يتمكن من الاتصال بها أو العثور عليها في مركز الشرطة الذي قِيل إنها محتجزة فيه، مما أثار مخاوف على سلامتها.

إلا أنها ظهرت أمس ومثلت أمام محكمة في موسكو، حيث أمرها القاضي بدفع غرامة قدرها 210 جنيهات إسترلينية (30 ألف روبل) وأطلق سراحها.

وقد كان من الممكن أن تواجه عقوبة قصوى تصل إلى 10 أيام رهن الاعتقال لدعوتها إلى احتجاجات غير قانونية.

وللتذكير، فإن التهمة التي وجهتها لها المحكمة تتعلق فقط بالفيديو الذي نشرته، وليس لمقاطعتها لنشرة أخبار.

لكن هناك مخاوف من أن أوفسيانيكوفا قد تحاكم بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً وفقا لقانون أقر حديثا يحظر وصف العملية العسكرية في أوكرانيا بالغزو، كما يحظر نشر ما يصنف على أنه “أخبار كاذبة” حول العملية العسكرية.

ومن جهتها، ذكرت وكالة أنباء “تاس” الروسية الحكومية أن لجنة التحقيق في موسكو فتحت قضية تتعلق بالصحفية وقيل إن هذه اللجنة بصدد جمع أدلة ضد الصحفية “لتشويهها عن عمد سمعة” القوات المسلحة الروسية.

في أعقاب جلسة الاستماع في المحكمة، قالت أوفسيانيكوفا أنها مُنعت من الاتصال بمحاميها خلال استجواب استمر لمدة 14 ساعة.

حيث قالت وهي تبدو عليها ملامح التعب: “لقد كان يومًا صعبًا حقًا في حياتي”.

وأضافت “لقد قضيت يومين من دون نوم، وطال استجوابي أكثر من 14 ساعة، ولم يسمحوا لي بالتواصل مع الأشخاص المقربين مني أو حتى الحصول على أي مساعدة قانونية … لذلك وجدت نفسي في موقف صعب حقًا.”

وظهرت أوفسيانيكوفا خلف مذيعة الأخبار ييكاترينا أندرييفا، أشهر مذيعة في روسيا، خلال برنامجها الإخباري “الوقت” الذي يشاهده 250 مليون شخص وقد تم اعتقالها بسرعة.