صدى نيوز - قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن، الأربعاء، إن عملية السلام في الشرق الأوسط لا تشهد أي أفق، وبالتالي فإن اتفاقات "أبراهام" للتطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن تساهم في حل الأزمة.

جاء ذلك خلال كلمه له في اليوم الثاني لمنتدى "الأمن العالمي" 2021، تحت شعار "بين التعاون والتنافس - الأمن الدولي: تحديات التنافس وآفاق التعاون"، المنعقد حالياً بالعاصمة القطرية الدوحة.

وأضاف: "لا نشهد أي أفق في عملية السلام، وبالتالي فإننا نرى أن اتفاق إبراهام (الذي وقعته كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان مع إسرائيل) لا يمكن أن يساهم في حل الأزمة".

وشدد على أنه "لا ينبغي أن نركز على التطبيع الاقتصادي وننسى الاحتلال (الإسرائيلي للأراضي العربية)".

وأشار عبدالرحمن، أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة "تمتد لعقود وتجمعنا علاقات قوية مع مختلف الإدارات الأمريكية وحتى مع إدارة (راعي اتفاق أبراهام الرئيس السابق دونالد) ترامب"، مضيفاً أن العلاقة بين الدوحة وواشنطن "مهمة من أجل الأمن والاستقرار في منطقة الخليج".

ولفت إلى أن بلاده "تنسق مع الإدارة الأمريكية ولدينا تقارب في وجهات النظر، ونحن نتخذ مواقفنا بما يخدم مصلحتنا القومية".

وحول الوضع في أفغانستان قال وزير الخارجية القطري: إن بلاده "انخرطت مع طالبان وواشنطن بهدف التوصل لحلول للوضع في أفغانستان".

وأضاف أن الدوحة "وسيط محايد وقد حافظت على حياديتها وعلاقاتها الطيبة مع مختلف الأطراف الأفغانية"، مشددا أنه "لا ينبغي أن ننظر إلى أفغانستان على أنها ساحة للتنافس بل يجب تبني مقاربة تعاونية من مختلف الأطراف الدولية".

وأردف: "لا تستطع دولة منفردة لعب دور بناء في أفغانستان، ونحن نستمع إلى وجهات نظر الجميع ونعتقد أنها متقاربة بشأن أفغانستان"، معتبرا أن "الدول الإسلامية من شأنها أن يكون لها دور إيجابي في أفغانستان".

ولفت إلى أن "الوضع الاقتصادي صعب في أفغانستان وأن الحكومة لا تستطع الحصول على التمويل"، مطالبا الأسرة الدولية "بمساعدة الأفغان لتجاوز الأزمات التي يعيشها البلد".

وقال إن "مواقف حركة طالبان تطورت فعلا لكن العالم بحاجة لخطوات عملية وملموسة تؤخذ على أرض الواقع"، مشددا على أهمية "توفير التوجيهات والدعم للحكومة الأفغانية لكي تفي بالتزاماتها في قضايا كحرية التنقل وحقوق المرأة".

ومنتصف أغسطس/ آب الماضي، سيطرت "طالبان" على أفغانستان، بالتزامن مع مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت بنهاية ذلك الشهر.

وفيما يتعلق بالعلاقات الخليجية قال الوزير، إنه "لم يكن هناك فائز في الأزمة الخليجية بل أضعنا 3 سنوات، وأن الانتصار الحقيقي كان فقط عند توقيع اتفاق العلا".

وأوضح أن "سوء الفهم مع دول الجوار كانت له أسباب معينة ونأمل ألا تطفو تلك الأسباب مرة أخرى على السطح"، معربا عن "العزم على إعادة العلاقات مع دول الجوار إلى قوتها".

ولفت آل ثاني، إلى أن "الدبلوماسية الوقائية من شأنها أن تقي بلداننا ممن أزمات مماثلة لما حدث في 2017 ولا يمكننا إعادة بناء العلاقات الخليجية في يوم واحد والأمر يتطلب وقتًا لإعادة العلاقات لما كانت عليه قبل 4 سنوات".

واندلعت في 2017، أزمة سياسية حادة قطعت خلالها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر؛ بدعوى دعمها لجماعات متطرفة، وهو ما نفته الدوحة.

وفي 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، جرى الإعلان في "قمة العلا" الخليجية الـ41 بالسعودية، عن توقيع اتفاق للمصالحة أنهى أصعب أزمة منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981.

وبدأت الدول في إعادة العلاقات وحركة الطيران وفتح الحدود، وعودة الزيارات والمباحثات الثنائية.

وفي الشأن الإيراني قال وزير خارجية قطر، ان بلاده "تتعامل مع إيران على أنها دولة جوار وتعتبر لاعبًا أساسيا في المنطقة"، مضيفا أنه "من مصلحتنا أن يعود الاتفاق النووي مع إيران لما كان عليه لتجنب سباق نووي في المنطقة".

وعبر آل ثاني، عن "تفاؤله بالتواصل الإيراني السعودي"، وقال "نشجع الزخم الإيجابي الحاصل بين إيران والسعودية".

وفي 4 أكتوبر/ تشرين أول الجاري كشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي، عن عقد بلاده جولة رابعة من المفاوضات المباشرة مع إيران، في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، ولا تزال في مرحلتها "الاستكشافية".

والعلاقات بين إيران والسعودية مقطوعة منذ مطلع عام 2016، ومنذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، تنظر السعودية إلى إيران باعتبارها منافسا لها في المنطقة.