خاص صدى نيوز - تردد وخوف كبير ساد بين المواطنين الفلسطينيين عند لحظة وصول لقاح كورونا إلى فلسطين، إشاعات كثيرة تشابكت عما قد يسببه هذا اللقاح إذا دخل أجسامنا، معلومات مغلوطة وتفسيرات لا تستند لأي وثيقة علمية، كلها زادت الإرباك، وساهمت في عزوف المواطنين عن تلقي اللقاحات.
عندما وصل اللقاح المضاد لفيرس كورونا أول مرة إلى فلسطين في شهر شباط الماضي، بدأت وزارة الصحة بتطعيم الطواقم الطبية كونها على تماس مباشر بالمرضى، ومن ثم المواطنين أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وتدريجيا أصبح اللقاح متاحاً لجميع المواطنين، وسط مناشدات تطلقها وزارة الصحة الفلسطينية للإقبال على تلقي اللقاحات وعمل كبير بذلته وما زالت لإقناع الناس بالإقبال على التطعيم، بعد أن أزهق هذا الفيروس 4366 روحاً في فلسطين بالضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس المحتلة حتى يومنا هذا.
واليوم وبعد عام و7 أشهر تقريبا على الجائحة هناك اختلاف في تفكير الناس، واقتناع بالإقبال على التطعيم، خاصة مع وصول متحور دلتا الشرس إلى فلسطين ودخولها بالموجة الرابعة.
وقد وصلت أعداد المطعمين في فلسطين منذ بدء وصول اللقاحات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ما يقدر بـ1402892، الضفة الغربية:982,710 النسبة من الفئة المستهدفة 56.2٪، وقطاع غزة: 420,182 النسبة من الفئة المستهدفة: 33.2٪.
فما هو الدور الذي لعبته المؤسسات الدولية والمحلية الخاصة والحكومية في إقناع الناس بأهمية اللقاح، ونفي المعلومات المغلوطة؟ والدور الهام في نفس الوقت على المؤسسات الإعلامية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني في فلسطين.
وكالة صدى نيوز حاورت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" التي شرحت بإسهاب دورها الفعال في إستكمال عملية التطعيم بالضفة وغزة والقدس.
"اليونسيف".. ماذا قدمت لفلسطين خلال جائحة كورونا؟
مسؤولة برنامج الإعلام والاتصال في مكتب اليونسيف في فلسطين، ميرا ناصر قالت في حديث خاص أجرته مع وكالة صدى نيوز:" منذ بداية الجائحة في فلسطين العام الماضي، قامت اليونسف بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ووكالة الأونروا، بتشكيل اللجنة المسؤولة عن تثقيف وتوعية الناس حول كورونا، ثم أصبحت تشمل اللقاحات أيضا".
وتابعت:" من خلال هذه اللجنة والتي ضمت أيضا مؤسسات قطاع خاص كبنك فلسطين أو حكومي مثل (بيكا)، بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية أخرى تعمل في فلسطين، حتى نضمن زيادة توعية الناس حول المخاطر والإجراءات التي يجب القيام بها".
وأضافت ناصر:" عملنا ما زال مستمرا حتى الآن، وهو يتمركز حول محورين أساسيين، المحور الأول بخصوص التوعية من خلال الرسائل عبر صفحات التواصل الاجتماعي وفيديوهات مصورة على التلفاز والإذاعات وبروشورات وبوسترات، وتنظيم برنامج واستضافة مختصين للإجابة على أسئلة الناس".
وأكملت خلال حديثها مع صدى نيوز:" المحور الثاني العمل المجتمعي، أي العمل على الأرض بالتجمعات السكنية المختلفة، وهذا يتم مبدئيا بصورة مباشرة من قبل اليونسف بالتعاون مع منظمات مجتمع محلي ووزارة الصحة، سواء بالضفة أو غزة أو القدس الشرقية، وهو يقوم على تدريب شباب متطوعين أو الخريجين في المجال الصحي، على كيفية الإجابة على الأسئلة المختلفة التي يطرحها الناس خلال زياراتهم الميدانية للقرى والتجمعات السكنية وتثقيفهم وتوعيتهم".
وأوضحت أن ذلك المحور هام جدا لأن هناك بعض المناطق في فلسطين تعتبر مهمشة، ولا يسمعون الأخبار، وهناك ذوي احتياجات خاصة أو كبار بالسن، وهذا جزء لنضمن وصول المعلومات وتثقيفهم.
وتابعت:" في بداية الجائحة كنا نوزع المعقمات وأدوات تعقيم مختلفة على هذه التجمعات النائية والمهمشة ونقوم بتوعيتهم والإجابة على أسئلتهم".
12 مليون رسالة
ولفتت إلى ان اليونسيف أصبحت أيضا ترسل رسائل قدر عددها تقريبا منذ العام الماضي حتى الآن لأكثر من 12 مليون رسالة تصل للجوالات وفيها تذكير بإجراءات الوقاية وبأماكن تواجد اللقاحات.
وأضافت لوكالة صدى نيوز:" قمنا بإعداد مجموعة كاملة من الرسائل المنتجة الجاهزة للنشر، ونقوم بإرسالها لكافة المؤسسات العاملة في فلسطين سواء دولية أو محلية وتجاوب بشكل أساسي على المعلومات المغلوطة التي يتناقلها الناس بشكل عام ونقوم بتصحيحها من ناحية علمية".
وأكملت:" تجاوب على أسئلة مهمة مثل ماذا يحصل لنا عند تلقي اللقاحات، وأين نتلقى التطعيم، وما أهمية التطعيم، وكيفية عمل الحجز المنزلي في حال وجود مصاب قريب".
وأكدت أن اليونسيف تحاول التجديد والتغيير وعمل أشياء جديدة لتضمن بقاء الناس مهتمين بالموضوع، وتؤكد لهم أن كورونا لم نتنهي ما زالت موجودة ويجب أن نحمي أنفسنا.
وأكدت أن اللجنة المسؤولة عن تثقيف وتوعية المواطنين، كانت تعمل منذ البداية على ضمان تغطية كافة القطاعات في فلسطين وتوعية الناس في مخاطر الإصابة، وأهمية التطعيم وتصحيح المعلومات الخاطئة.
وأشارت إلى خطوة تدريب الإعلاميين والمؤثرين، "نعطيهم ورشات توعوية عن المواضيع المختلفة حتى يكونوا جزء من الناس المشاركين في تصحيح المعلومة، وهذا عملناه في غزة وسنقوم بعمله في الضفة".