ترامب يترأس الاسبوع المقبل جلسة لمجلس الأمن الدولي
الأخبار

ترامب يترأس الاسبوع المقبل جلسة لمجلس الأمن الدولي

رام الله - صدى نيوز - سيترأس الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيترأس جلسة لمجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل، وذلك بالتزامن مع انعقاد الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحكم أن الولايات المتحدة الأميركية تحظى برئاسة مجلس الأمن لشهر أيلول 2018.

وبينما كان يتوقع ان يتخذ الرئيس الأميركي من مجلس الأمن منبراً ليتحدث بصورة اساسية عن "انتهاكات إيران وخطرها المتزايد على حلفاء الولايات المتحدة" في منطقة الشرق، أفادت صحيفة واشنطن بوست اليوم الثلاثاء أن إدارة ترامب تنصلت من الخطة التي قدمتها السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي للرئيس ترامب بعقد اجتماع في الأمم المتحدة خلال الأسبوع القادم حول إيران، وفقاً لدبلوماسيين على دراية بالخطة.

وكانت هايلي قد أعلنت أن ترامب سيترأس اجتماعاً في أكبر منصة دبلوماسية في العالم "لمعالجة انتهاكات إيران للقانون الدولي وزعزعتها العامة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

وستقرر الولايات المتحدة أجندة اجتماع مجلس الأمن، وهو إحدى ركائز القمة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، لأنها ستشغل مقعد الرئاسة للمجلس لشهر أيلول كما ذكر أعلاه.

ويتوقع خبراء بأن دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام ستؤرخ لاعادة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مركز الصدارة، في أعقاب قرارات إدارة ترامب الأخيرة بشأن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، وإنهاء التمويل الأميركي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وقطع المساعدات المقدمة للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ولمستشفيات القدس ولمنظمات الشبيبة، وإغلاق مكتب مفوضية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بالإضافة إلى احتمال الإعلان عن "صفقة القرن"، رغم أن ذلك يبقى احتمالا ضعيفا، علما ان مختلف الإجراءات تشير الى ان إدارة الرئيس الأميركي تعمل على إزالة القضايا الرئيسية للفلسطينيين من على أي طاولة مفاوضات مستقبلية.

ويقول الدكتور مروان معشر، نائب رئيس معهد "كارتجي للسلام" ووزير الخارجية الأردني السابق، انه "من الواضح تماما أن الصورة الأكبر للإستراتيجية الأميركية تتمثل في تقرير مصير القدس المحتلة (دون العودة لمفاوضات الوضع النهائي)، وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين لصالح إسرائيل، وإجبار الفلسطينيين على قبول صفقة متدنية، بغض النظر عما إذا كانت الولايات المتحدة ستكشف عن تفاصيل خطتها (صفقة القرن) خلال دورة الجمعية العامة أم لا، فمن المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة" .

واضاف المعشر "يبدو أن الولايات المتحدة ترغب في تجاوز السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال إقامة علاقات وثيقة مع دول عربية أخرى مثل السعودية ومصر والأردن، على أمل أن تتمكن من الاعتماد عليها لجلب الفلسطينيين. وتفترض هذه الإستراتيجية أن الدول العربية ستكون قادرة على القيام بذلك، وأنها ستكون مستعدة لقبول صفقة إقليمية تستثني القدس الشرقية، لكن الحقيقة تبقى أن معايير هذه الصفقة يُنظر إليها على أنها أقل شأناً، بل مهينة، بحيث لا يقبلها أي زعيم فلسطيني أو عربي".

وحذر معشر من ان "غالبية الجيل الفلسطيني الجديد فقدوا الأمل في حل الدولتين، وتحول تركيزهم على المطالبة بالحقوق المدنية والسياسية ورفع تكاليف الاحتلال، والنتيجة الأكثر احتمالاً هي استمرار الوضع الراهن ، في حين أن البناء المستمر للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان - التي تعد الآن موطنًا لأكثر من 650،000 مستوطن - ينهي احتمالات حل الدولتين".

ويقول معشر بأنه سيكون على المجتمع الدولي أن يتعامل مع "واقع موت حل الدولتين، وأنه لم يعد من المحظور الحديث عن البدائل (لحل الدولتين) "، بما في ذلك الاختلافات حول أشكال حل الدولة الواحدة، خاصة وأن عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية يقترب من التساوي بما يفرض نفسه على أرض الواقع.