زكارنة يَكتُب لصدى نيوز: نتنياهو صائد العصافير
منوعات

زكارنة يَكتُب لصدى نيوز: نتنياهو صائد العصافير

رام الله - صدى نيوز - كتب بسام زكارنه:

نتنياهو صائد العصافير

نتنياهو معروف بقدرته بشكل مميز في العلاقات العامة ويوصف انه حرباية  في السياسة يتلون حيث مخططاته فهو ثعلب ماكر.

ان من يتابع ما يحدث في غزة منذ فترة يعلم علم اليقين انه لا يوجد ما يدفع  إلى حجم التصعيد الحالي الذي قام به ، نتنياهو مخادع قال في مؤتمره الصحفي: انه لا يسعى للتصعيد وغير معني به، وهذا كلام معاكس تمامًا لما يرغب، فهو صعد وقتل ودمر وحقق ما يريد، لقد حقق كل النتائج المطلوبة  له وهو بقاءه في الحكم وجاهز لأبعد من ذلك، وخاصة ان اي سيناريو تصعيد سيخدم هدفه الوحيد وهو بقاءه رئيس حكومة  لمنع محاكمته ولو اشهر

ان نتنياهو  من خلال حجر واحد صاد عدة عصافير وليس عصفور واحد :

أولاً :جعل كل الأحزاب المعارضة له تجتمع حوله في خندق واحد من خلال أشعارهم في ان اسرائيل تتعرض لحرب من ارهاب تقوده ايران .

ثانياً : حزب  ازرق أبيض اصبح  مجبراً للتحالف مع نتنياهو وقبولهم حتى التناوب بين غانتس ونتنياهو ورئيس الحكومة يكون نتنياهو أولاً  ولو نصف نصف المدة .

ثانيا: في حال التوجه لانتخابات ثالثة ضمن نتنياهو ستة اشهر على الاقل كرئيس وزراء  مما يؤجل محاكمته.

ثالثًا: ردع فصائل المقاومة في غزة وفرقهم  من خلال اعلامهم انه وصل   لغرف نوم من يطاردهم ممن لا يظهروا كثيرا وبالتالي ان راس اي قائد سياسي من كل الفصائل بيده  متى يشاء حتى لو كان في دمشق او ماليزيا او أكرانيا او دبي او حتى ايران .

وتعامل مع الفصائل وفق معادلة الثور الأبيض والثور الأسود  علماً انه في كل الأوضاع سيعدم الثور الأسود  والأحمر والأصفر بعد الأبيض .

رابعا : ابعد اي احتمال لتحالف حزب ابيض ازرق مع القائمة العربية  المشتركة .

خامسا : اصبح الموجه الوحيد وبيضة القبان في تشكيل اي حكومة محتملة ولم يترك لاحد خيار اخر ووضع ليبرمان في الزاوية ولم يعد له اي تاثير في شان تشكيل الحكومة .

سادسا : إظهار العرب وعجزهم امام شعوبهم وأشعارهم ان التطبيع الشامل ثمن بقاءهم في الحكم  وحتى بيان الاستنكار سيحاسبهم عليه.

الواضح  ان ضمان بقائه في قيادة الحكومة كان المحرك له، وليس اي سبب اخر وهو السبب  الرئيسي في تصدير الأزمة  لغزة ودم قادة الجهاد الاسلامي كان الوسيلة، وجاهز لأخذ ارواح فلسطينية أخرى دون خسائر ملموسة، في ظل حفاظه على سياسة الثور الأبيض والثور الأسود وتحييد حركة حماس والفصائل الأخرى، وبهذا قد يصل لتطبيق قناعاته في ضم اجزاء من الضفة الغربية وفق برنامجه الانتخابي، وإعطاء فرصة للأمريكان لتطبيق صفقة القرن بعد إعلانها خلال هذه الأزمة

نتنياهو فعلاً ليس معني في التصعيد، لأنه حقق ما يريد ولكنه أيضا لمصلحته التصعيد لإضافة نقاط لرصيده للبقاء كرئيس حكومة .

هل ستمنح الفصائل لنتنياهو في صيد كل هذه العصافير ام لديها من الفعل المفاجيء لقلب الطاولة على رأسه.